مسؤول أممي: العالم في حاجة إلى 2.4 تريليون دولار لتمويل المناخ
مسؤول أممي: العالم في حاجة إلى 2.4 تريليون دولار لتمويل المناخ
أكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل، الحاجة إلى مزيد من التمويلات إذا أراد العالم تحقيق أهدافه المتعلقة بتغير المناخ.
وقال ستيل، في خطاب ألقاه في باكو عاصمة أذربيجان المضيفة لمؤتمر الأطراف "COP29"، إن العالم يحتاج إلى حد ما لا يقل عن 2.4 تريليون دولار من أجل أهداف تغير المناخ العالمية، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
ولفت إلى أن هذا المبلغ المطلوب سنويا حسب تقديرات فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بتمويل المناخ، سيكون للاستثمار في الطاقة المتجددة، والتكيف، وغير ذلك من القضايا المرتبطة بالمناخ في البلدان النامية.
وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين "COP29" الذي سيعقد في نوفمبر المقبل سيكون بالغ الأهمية في دورة التطلعات المناخية، مؤكداً ضرورة العمل بشكل جماعي لتطوير النظام المالي العالمي حتى يكون مناسباً للهدف مع خطة واضحة لتنفيذ التحول المناخي بشكل هادف.
وقال "في الواقع، مع غياب المزيد من التمويل سوف تتبدد المكاسب المناخية التي تحققت في عام 2023 بسرعة وتتحول إلى المزيد من الوعود، ونحن في الحاجة إلى سيول وليس قطرات من تمويل المناخ".
وذكر أن 2024 هو العام الذي يتعين على بنوك التنمية المتعددة الأطراف أن تثبت فيه من خلال إجراءات ملموسة، مركزيتها في مكافحة تغير المناخ في العالم، وتصميمها على تحقيق التأثير على نطاق واسع.
وأضاف ستيل "ينبغي أن تتخذ بنوك التنمية خطوات جريئة نحو الإبداع المالي الذي من شأنه أن يضاعف، قدراتها المالية الجماعية بحلول عام 2030، وخاصة في ما يتعلق بالمنح والتمويل الميسر".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".